التعريب (Arabization)لفظٌ مشتركٌ متعددُ المعاني، يعرّفه معجمُ لسانُ العربِ بانّه مصدر عرّب، وعرّب منطقه أي هذّبه من اللحن، وتعريب الاسمِ الاعجمي هو أنْ تتفوّهَ به العربُ على منهاجها، أما المعجمُ الوسيطُ فيعرّفُ التعريبَ بِأَنّهُ صبغ الكلمة (المُصْطَلحْ) بصبغة عربية عند نقلها بلفظها الاجنبي الى اللغة العربية. وتعتبر الترجمة أحد معاني التعريب وأحد أقوى وسائله وهو نقل النصوص من اللغات الأجنبية الى اللغة العربية،، وبهذا فإن مصطلح التعريب ينصرف هنا الى معنى الترجمة.ونستنبط من التعريفات السابقة ان المعنى الاستراتيجي للتعريب هو: ان تكون اللغة العربية لغة العلم والعمل والفكر والادارة والشعور، وهذا ما نحن بصدده. ينما يرى آخرون كالدكتور صفاء خلوصي بأن التعريب غير الترجمة. فالترجمةُ كما يقولُ هي نقلُ معنى واسلوب من لغةٍ إلى اخرىَ، بينما التعريبُ هوَ رسمُ لفظةٍ اجنبيةٍ بحروفٍ عربية، وهو ما يعرفُ بالإنجليزيةِ بـ (Transliteration) أو (Transcription) أو "الترجمةِ الصوتية"، والطريقةُ المتّبعةُ فيها هي الطريقةُ نفسهاَالتي اتّبَعها قدماءُ العربْ، أي كتابةُ الحروفِ التي لا نظيرَ لها في العربيةِ بما يقاربهاَ في النطقِ. وقد عالج العلامةُ ابن خلدون هذا الموضوع في مقدمتهِ الخالدةُ فقال يرحمه اللهُ: "... ولما كان كتابنا مشتملاً على أخبارِ البربر وبعضِ العجمِ وكانت تعرضُ لنا في أسمائهمْ أو بعضِ كلماتهمْ حروفٌ ليست من لغةِ كتابنا ولا أصطلاحُ أوضاعنا اضطررنا إلى بيانهِ ولم نكتفِ برسمِ الحرفِ الذي يليه كما قلنا لأنّهُ عندنا غير وافٍ لالدّلالةِ عليه فاصطلحتُ في كتابيَ هذا على أنْ أضعَ ذلك الحرفُ العجميُ بما يدل على الحرفينِ الذينِ يكتنفانه ليتوسط القاريءُ بالنطقِ بين مخرجي ذينك الحرفينِ فتحصلُ تأديتهُ وإنما اقتبست ذلورد منْ رسمِ أهلِ المصحفِ حروفُ الإشمامِ كالصراطِ في قراءةِ خَلَف فإنّ النطقَ بصادهِ فيها متوسطٌ بينَ الصادِ والزاي، فوضعوا الصادَ ورسموا في داخلهاَ شكلُ الزايِ ودلّ عندهم على التوسطِ بين الحرفينِ".
تعريفٌ آخر: وهو نقل نصوص أجنبية إلى العربية وإيجاد مقابلاتٍ عربية للمفاهيم الجديدة. التعريب ليس نشاطاً حديث العهد، فقد قام العرب منذ فجر الحضارة العربية الإسلامية بنقل النصوص العلمية إلى اللغة العربية، كما أجريت عملية تعريب الدواوين أي تحويل التدوين إلى اللغة العربية.
وفي أيامنا يجري جدل حول ضرورة ومدى التعريب في التعليم الجامعي.
أهم حجج معارضي التعريب هي أن العالم العربي حالياً لا يسهم في العلوم الحديثة، ولذا من الأفضل أن يتم التدريس باللغة الإنكليزية بصفتها لغة العلوم والفنون، وذلك لكي يعتاد المتعلمون على قراءة أحدث المواد العلمية باللغة التي تم نشرها بها؛ وأن سرعة التطور العلمي لا يترك للغة العربية مجالاً لاستيعاب المصطلحات الحديثة؛ وأن حركة الترجمة لا يمكن أن تلحق بسرعة التطور العلمي.
أما مؤيدو التعريب فيشيرون إلى أن أغلب الطلاب لن يلموا باللغة الأجنبية بالقدر الذي يسمح لهم بالاطلاع على المراجع الأجنبية وفهمها بيسر؛ وأن التعليم باللغة الأجنبية يمكن أن يخلق عند الإنسان ازدواجية في الشخصية ويؤدي إلى انقطاعه عن ثقافته الأم؛ وأن التعليم باللغة الأم يوفر الكثير من الجهد الذي يُهدَر على فهم النص الأجنبي بحد ذاته، ويوجه الجهود إلى فهم المادة العلمية نفسها؛ وأن اللغة العربية قادرة على استيعاب العلوم الحديثة؛ وأن المفاهيم العلمية الأساسية أكثر ثباتاً، ولا ينكرون ضرورة الإلمام باللغات الأجنبية للاطلاع على المستجدات.
يرجع تعريب التعليم الجامعي في العصر الحديث إلى محمد علي في مصر؛ أما حالياً، ففي أغلب الدول العربية يتم تعليم أغلب المواد العلمية، خاصة الطب والهندسات، بلغة أجنبية (إنكليزية أو فرنسية) ويجري التعليم باللغة العربية في جامعات سوريا، كما أجريت تجربة قصيرة الأمد في آخر التسعينات في تعريب التعليم بجامعة سبها في ليبيا، وحالياً يجري تعريب التعليم الجامعي في السودان